رسالة عراقي خفان عقلو إلى سفير بلده، في بلده

عزيزي سفير العراق في الأردن، 

أنا لا أعرف اسمك و بصراحة اسمك مش مهم بالنسبه إلي أصلاً. يمكن إنت متعود على إن كل الناس يحكو معك باحترام و تقدير و تعزيز مقامات وماشابه ذلك. حقك كإنسان انك تتعامل كما تعامل، بس هلأ أنا نفسي أحكي معك زي كأنو احنا صحاب بنفس الصف واخوان بالبشريه. مع اني معصب شوي لأنو كل الدنيا حوالي عم تمشي بالعكس. عادي، بما إنو كل الدنيا انعكست فإحنا سيد من عكس، ولك كل الإحترام والقدر. 

أول اشي يا صديقي يا سفير، دخنلك سجارة عاديه أو ملغومه إنت حر بس أهم اشي تركز معي. أنا والله بحبك في الله و إنت عم بتمثل بلدي “Afterall” بس نفسي احكيلك جوز كلام لأنو أنا اليوم متضايق. والله ما خليت حدا من شري بس أنا حاسس حالي اني معي حق، و بما إنو أنا وياك ولاد بلد وحده فعادي خلينا ندردش سوى هيك “كول”. 

أنا عم بحكي معك باللهجه الاردنيه مش لأنو ما عندي أصل وهيك، بس صرلي من ال-1990 هون و بصراحة بحب أحكي أردني، فحيصي أو كركى، كل لهجاتها حلوه هل بلد الله وكيلك.. بس إنت أكيد بتعرف تحكي أردني تمام، بما انك سفير وطنك فيها. واعذرني يمكن كلامي مايكون منمق أو فصح وشغل خطابات بس يا أخي مش قادر  أقدر يعني. أنا بحكي إنجليزي لأني فايع و مرات ع أبو تجلي بكتبلي قصيده أو اثنتين بس هسة جد كابسه معي. 

اتصور يا سيد السفراء كلهم اني عربي في زمن صارت فيه العروبه عيب و-“eww” - اتصور إنو كل الناس حوالي بطلت خايفه من ربها بس و صارت خايفه من ربها ومن كل اشي تاني. الفلوس، الأمان، المزاج، البكتيريا، المرض، تغيير خلق الله بجميع اشكاله يعني.. كل  واحد و داخل بدوامه الله يعلم شو هيه. و حقهم، الله يعين الجميع، أنا كمان خفان عقلي.. 

اتصور اني بحمل جواز بلدك ولما قررت أسافر عشرم الشيخ أشم هوى زي هل ناس طلبو مني أقدم طلب للإستخبارات المصريه لأني عراقي، والموافقة كان بدها أسبوع وأنا الله خلقني هيك عفوي، بطلت بدي أروح. بعدين قلت خلينا نغير الوجهة واروح ازور أرض الخير والخيرات، حجازٌ و حركات، منه بكفر عن ذنوبي لأنهم كثار جدا و منو بحاول اترزق وأعمل شوية قروش من فضل ربي، فوجئت بعد ما أخدت دعوه من شركه كبيره إنو لازمني “أمر” من وزارة الخارجيه السعوديه، يمكن عشان صورتي بالجواز مش حلوه، بس أنا حاسس إنو الجواز العراقي نفسه هوه عبارة عن مشكله. يمكن إنت بتسافر بالجواز الديبلوماسي تبعك و أمورك تمام، بس يا سفير المحبه ترى شعبك ماكل “تشريب فضلات بشريه و حيوانيه”. 

أنا ما بدي احكيلك عن إلي صار اليوم من رجالك أو منك، ما بعرف بصراحة ومش مهم، الله يعينك على مخ هل شعب بس يزعل، وزي ما بلدك إلها رجال، ما شفت أرجل من رجال هل بلد. طبعاً ما عم بحكي عن كل الناس، أكيد في المنيح والعاطل، بس يعني أنا الأسبوع الماضي كنت كتير مخنوق من كل الناس و قررت اركب بهل سيارة، اشرب “امريكان” كوفي، وأدوس. وصلت البحر الميت، نزلت بفندق و صار في غلط بالكمبيوتر و كحشوني تقريباً، الفندق هوه الهوليدي إذا رجالك بحبو يتأكدو من قصتي.. ما علينا، باليوم إلي قدرت أضل فيه خلص دخاني، فطلعت بالسيارة كمان مرة، وما لقيت حالي إلا واصل العقبه، شربت قهوه مع لاجئ سوري مبتسم وحكيت معو، كان مبسوط إنو بالعقبه بس زعلان من قهر الرجال اللي الله مفضل عليهم و منعم. خلصت قهوتي، أخدت “drive”، بعدين إتذكرت اني معيش كاش و لازم أرجع. عل طريق لقيت انسان بسيط بده توصيله، “hitchhiker” يعني. كنت زهقان أصلاً فوقفت وأخذته معي و قعدنا نسولف. الله وكيلك حسيت حالي بكل علمي وشهاداتي تافه جدا بالنسبه لرجولة هذا الشخص.

وقصتي بهداك اليوم طويله ممكن أحكيها كامله بكتاب إذا كنت “بالمود” اني اكتب أصلاً. بس المهم، شاءت الأقدار إنه سيارتي الهجينه المحروسه بعين النبي تقطعني بنزين، مش مهم، أول مرة تعملها بس عادي، كنت مبسوط. أخيراً لقيت ناس أحكي معهم عادي زي أهلي. ناس مش فارقة معهم صح و غلط، بيعرفو شو يعني حوار، ما بياخدو الدنيا بجديه، و هيك ناس عكيف كيفك. والله نزلت من هل سيارة وبلشت بدي أطلع عل بحر و عل شمس وبدي أسوق فيها دور المكتشف البيئي، سرعان ما تبين لي إنه أنا يلا أعرف أسوق سيارة أصلاً. والله حملت معي شوية عده من السيارة وقفت شوفير تريلا. “Truck” يعني. والله ركبة التريلا جداً صح، والشوفير وما أدراك مالشوفير. زلمه مزاجو عالي جداً، يمكن من ربنا أو يمكن بيستعمل وسائل مساعده، مش مهم، جداً مبسوط بعملو و صار يحكيلي عن أماكن ولا عمري سمعت فيها بالأردن. وصلت للفندق وكل انسان أحكيلو قصتي صار بدو يساعدني، إلا أهل عمان، أهلي و ناسي، كانو خايفين علي. معهم حق، جريمتي كانت إنو تلفوني خلص شحنه، مع اني أنا في الوقت الحالي خلص شحني كل على بعضي هيك. 

العبره من هذه القصة يا سفير الحب والحنان إنو لا جوازي، ولا أصلي، ولا أهلي ولا ناسي قدرو يساعدوني أو حتى كان بدهم يساعدوني، كل يغني على ليلاه و عادي، أنا بحب أغني أصلا. اللي ساعدني اني بحب هاي البلد وناسها، و همه كمان حبوني و ساعدوني بهداك اليوم، و طول عمري صراحة، حتى مرة شفت بعض من ولاد بلدي عم يشحطو بسيارتهم اللي نمرتها “عراق - بغداد” عشان مبارة بين العراق والأردن، فهيك خف عقلي شوي وكتبت قصيده بعنوان عذرا يا نشامى. موجوده عل يوتيوب إذا بدك تشوفها، فيديو و صوت وهيك عشان ما تغلب حالك. عيب إلي صار واللي عم بيصير والله، طب إذا زعلو منا النشامى وين نروح يعني؟ نرجع على بلدنا؟ طب أنا إذا أهلي و ناسي هون، في بلد الأمن والزيتون والجميلات على شط بحر كله بركه، مش فاهم عليهم ولا همه فاهمين علي، شو بدي أساوي عندكو؟ سمعت حتى السكر والخمرة بطلتو تشربوها زي زمان. حتى بيوتنا نسرقت و بعد ما نسرقت بعناها عشان نعيش. يعني “seriously” خلو هل بلد ساتر علينا و”عليك الله” إعتذر، وحسب مقولة والدي الشهيرة، يا غريب كون أديب. 

أنا نفسي من زمان أجي ع سفارتي وأزور سفيري، بس بحس اني أوصل لاوباما أسهل. ع سيرة اوباما، شو اخبارو؟ انشالله عملية الإصلاح والإعمار ماشيه تمام؟ بصراحة أنا ما بفهم سياسه وما بدي أفهم أصلاً، الله يعينكم جد ما بعرف كيف انتو بتفهمو ع بعض أصلا. بروتوكول و خطابات و حكي كبير أنا مش قدو أبدا. بس أنا نفسي أعرف شغله، ليش كل ما أجي بدي أعمل أي معامله بتخلوني واقف عل دور بعدين بتحكولي روح على مكتب بابل في أخر الشارع؟ شو عندو مكتب بابل ما بتقدرو انتو تعملو؟ طب أنا شفتهم بيشتغلو “إكسسيل” و “وورد” و عادي، بنت جيرانا بتقدر تعملو. يعني ناقصنا رياضة مثلاً؟ وليش كل معامله لازم تروح مشي بالبريد البطيء جداً على بغداد؟ يعني نظم ولوائح ماشي، بس ليش؟ طب أنا كل شغلي ممكن أعمله عل كمبيوتر. طب ايميل؟ طب جيبو أي مبرمج يعمل “System”، أو إذا اكو سيستم طب حدثوه؟ كل البشريه ماشيه دغري، ليش احنا نتقدم إلى الوراء بسرعه شديده جداً؟ 

الأوضاع الماديه صعبه؟ طب سلامة خيرك. أنا بعملكم الدراسه مجاناً، ولو بعتو سيارة وحده انشالله حقها بكفي نعمل أحلى سيستم. عادي، التكنولوجيا عم ترخص و أنا في عندي ناس مزاجهم حلو جداً بالتكنولوجيا. 

بصراحة في عندكم سيستم بصمه و دور آلي و حركات حلوه، بس ليش في كتير أمور معقده؟ طب أنا جديد سجلت شركه هون عشان جاي عبالي أصير مستثمر و أبطل اشتغل من تحت الطاوله، و بلكي صار سفري وموافقاتي الأمنيه أسهل، ليش رجال سفارتي و بلدي بيستعملو العنف، و ضد مين، محامي؟ يعني هيك فايتين شمال بالدوله؟ طب ما بينلامو لو أخدو أي إجراء ضد بلدنا. لأنو ذكور سفارتنا حبو يلعبو مصارعة، وبصراحة فضحونا بهاي كمان، طب “at least” يحضرو WWF لأنو كان في كاميرات والله بحب الناس انهم يتقنوا عملهم. و فعلاً الأسباب مش مهمه، بس ما عاش ولا كان اللي يشوه إسم العراق بهاي الطريقة، يا سفير الود والعطف، في عندك رجال للأسف مفكره إنو إسم العراق لا يزال ينطبق عليها. 

للأسف، عراق “No More”. عراقي أنا هي فن وأخلاق وعلم. عراقي أدب و كلام جميل وليالي أجمل. عراقي ناس مظلومين ولا يردون الإساءة بالإساءة. حكومات ببعض تصطفلو. في قانون و في رجال زي ما قلنا، و الله مع الحق والحق دمو تقيل مرات. بس عادي. بس لو سمحتو يا بشر، الله أقسم بالنفس اللوامة، لومو نفسكم، شوفو سياستكم، زبطو أموركم، وكونو على يقين إنو قراراتكم بتأثر على كل الناس. احنا ما النا ذنب، والله. 

ويا نشامى، مرة ثانيه، عذرا. والله أنا زعلان كمان. شو بدي أحكي، الغلطان بيتحاسب، و على قول المبدع باسم يوسف، إلي بينزل على الساحة السياسيه ينتقد على أفكاره لأنو النقد مهم، والسياسه والسياسيين بيحددو مصير شعوب كامله. النقد حلو، واللوم حلو، وعلى قول الرسام المفكر الساخر برضه عمر العبداللات، والله المستعان. وحقكم والله تكتبو أشعار عل فيسبوك و تعبرو عن شعوركم، لا تأسفن على غدر الزمان وحركات، بس حاولو كونو شوي حياديين لأنه ممكن العراقيين اللي بيحبوكم يزعلو شويه، عادي احنا أصلاً اتعودنا بس من مبدأ الفتنه أشد من القتل والنار والبنزين والحركات هاي.

PS: زيدني هما زيديني، يا أحلى نوبات جنوني. أنا جد زعلان و مهموم، و يمكن معتوه ومجنون وطفل، و أصلاً مش كتير ماشي على تعاليم الديانات أولهم ديني، بس أنا شب، و بشتغل بالإعلام الإجتماعي، و سمعت كتير، ومن يوم طالع بدي أحكي. إلي عندو مشكله بكلامي، عادي، في حريه وأنا أصلا دمي تقيل. في كتير مواقع أخرى على الانترنت.و إلي بخاف من العفريت، يسكر المتصفح. بخ. وبصراحة، ما بدي أقول بيبسي.